Skip to content Skip to main navigation Skip to footer

بوليفارد النصر في حمص.. المشروع الأول في طريق إعادة الإعمار والاستثمار العقاري المنظم

بوليفارد النصر في حمص
بوليفارد النصر في حمص

وسط مدينة حمص وفي منطقة شهدت سنوات طويلة من القصف والحرب والدمار، يبدأ ظهور مشروع إعمار ضخم  يحمل وعوداً يأن يكون العمران خطوة أولى على طريق التعافي مادياً واجتماعياً واقتصادياً برؤية متكاملة.

 مشروع بوليفارد النصر الذي وقع محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى مذكرة التفاهم الخاصة به مؤخراً بين محافظة حمص وشركة العمران للتطوير والاستثمار العقاري بحضور رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق، يسعى إلى بدء تحويل المدينة إلى بيئة حضرية منظمة، تحاكي المستقبل وتستجيب لتحديات الحاضر.

ليس مجرد خطط على الورق ستتحول إلى إسمنت وحديد، بل جزء من مخطط نهضة حمص، فبين خطوط المخططات وتفاصيل التنفيذ، تظهر نية واضحة لتحويل بوليفارد النصر إلى نموذج تنموي متكامل، يجمع بين الترميم الحضري، وتحفيز رؤوس الأموال، وضمان العدالة للسكان، ويعيد للمدينة موقعها الطبيعي كقلب نابض في سوريا.

من الحاجة إلى التخطيط: لماذا بوليفارد النصر؟

تمثل مواقع المشروع التي تضمنت مناطق المصابغ، وسوق الهال، والقرابيص، وحديقة النصر، مكاناً مناسباً لإعادة الإعمار لكونها متضررة إثر القصف من جهة، وللاستثمار العقاري من جهة، خاصة أنها تتوسط المدينة، لذا المشروع يأتي استجابة للعديد من الاحتياجات، من أبرزها:

  • أزمة سكن خانقة تزداد مع عودة السكان المهجرين إلى مدينتهم، حيث تفتقر حمص إلى عدد كافٍ من المساكن، خاصةً للفئات محدودة الدخل.
  • بنية تحتية متضررة تحتاج إلى تأهيل وإعمار.
  • نقص حاد في المساحات الخضراء، إذ لا توجد حديقة عامة واسعة داخل المدينة يمكن أن تشكّل متنفساً جماعياً للسكان.
  • الحاجة إلى استعادة ثقة المستثمرين وفتح نافذة للاستثمار العقاري المنظم الذي يساهم في جعل من المدينة بيئة جاذبة للأعمال والاستثمارات.

بنود مذكرة التفاهم مع شركة العمران للتطوير والاستثمار العقاري

في خطوة عملية وُقعت مذكرة تفاهم بين محافظة حمص، ممثلة بمحافظها الدكتور عبد الرحمن الأعمى، وشركة العمران للتطوير والاستثمار العقاري، ممثلة برئيس مجلس إدارتها المهندس رفاعي حمادة. بموجب هذه المذكرة، تنطلق آليات التخطيط والتنفيذ لمشروع بوليفارد النصر الذي يشمل مناطق المصابغ، وسوق الهال، والقرابيص، وحديقة النصر.

تشمل المذكرة التزامات واضحة من الطرفين، إذ تتكفّل شركة العمران بإعداد الدراسات التفصيلية، وتنفيذ مشاريع البنية التحتية، والمباني السكنية والتجارية، إضافة إلى تطوير حديقة النصر وإنشاء سوق هال حديث.

أما في المقابل، تلتزم المحافظة بتسهيل الإجراءات الإدارية، وتقديم البيانات الفنية، وتشكيل لجان إشراف ومتابعة تضمن سير العمل ضمن الأطر القانونية والفنية للجمهورية العربية السورية.

جوانب المشروع: أكثر من مجرد أبنية سكنية

يتميز مشروع  بوليفارد النصر بتعدديته الوظيفية، إذ لا يقتصر على إنتاج وحدات سكنية، بل سيكون منطقة حضرية متكاملة حيث سيشمل:

  • إنشاء 4500 وحدة سكنية بمواصفات حديثة.
  • تأهيل حديقة النصر كمتنزه عام.
  • تشييد مرافق تجارية واستثمارية.
  • إنشاء سوق هال جديد ليواكب تطورات المدينة ومتطلبات التجار والسكان على حد سواء.
  • إنشاء شبكات بنية تحتية جديدة تشمل المياه، الكهرباء، الصرف الصحي، الغاز، والطرقات، بتصميم معماري يعكس هوية المدينة ويخدم مختلف فئات المجتمع.
  • سيوفر المشروع نحو 15,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال فترة التنفيذ، بما يشكل دفعة اقتصادية مهمة في مدينة تعاني من ركود مزمن.

تعويض السكان المتضررين

يشكّل تعويض السكان المتضررين من المشروع إحدى الركائز الأساسية في تنفيذ بوليفارد النصر، حيث ينطلق العمل من مبدأ أن الإعمار لا يكون على حساب الناس، بل بالشراكة معهم. ولهذا، ستشكَّل محافظة حمص لجان فنية وقانونية متخصصة لتقييم الأضرار، تمهيداً لوضع آليات تعويض شفافة وعادلة. سيُراعى ضمن ذلك كله إشراك الأهالي في عمليات التقييم والتخطيط، بما يضمن حماية الحقوق ويعزز الثقة بين السكان والجهات المنفذة، من دون إقصاء أو إغفال لأي طرف. فهدف المشروع لا يقتصر على البناء العمراني، بل يتعداه إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.

الخطة وزمن التنفيذ 

من المتوقع أن تبدأ أعمال التنفيذ خلال الأشهر القادمة، وذلك بعد الانتهاء من تشكيل اللجان المختصة بتقييم الأضرار ومتابعة الإجراءات الميدانية اللازمة لبدء العمل على أرض الواقع.

أما مدة إنجاز المشروع بالكامل، فقد حُددت ضمن مذكرة التفاهم لتكون سبع سنوات كحد أقصى، على أن يتم التنفيذ وفق مراحل زمنية مدروسة  تراعي الإمكانات وتتجنب الآثار السلبية على أي طرف.

ما بعد التنفيذ: ما الذي سيقدمه مشروع بوليفارد النصر لأهل حمص؟

يحمل المشروع أبعاداً مستقبلية إيجابية للمدينة وسكانها تتضمن:

  • إنشاء بيئة استثمارية جاذبة ومنظمة عقارياً وتجارياً وسياحياً
  • تخطيط حضري متطور للمنطقة يراعي الهوية والخصوصية المحلية والعمران في حمص.
  • حصول عدد من الفئات الأكثر احتياجاً على مساكن جديدة، وعلى رأسهم ذوو الدخل المحدود وذوو الشهداء.
  • يعزز من الاستقرار المجتمعي عبر خلق فرص عمل متنوعة وتحسين جودة الحياة.

هذا كله من شأنه أن يسهم في تعزيز شعور المواطنين بالأمان، والانتماء، والاستقرار، وهي شروط أساسية لأي نهضة اقتصادية حمص بأمس الحاجة إليها.

خطوة أولى لإعادة إعمار حمص

في بلد يسعى للخروج من آثار القمع والقصف والحرب والدمار نحو التعافي والنماء، يبدو مشروع بوليفارد النصر أكثر من مجرد عملية تطوير عمراني، لكونه يمكن أن يمثل انطلاقة لسلسلة من المشاريع العمرانية تمهد لإطلاق مخطط توجيهي شامل لمحافظة حمص يضم جميع المناطق المتضررة وفق رؤية عمرانية وإنسانية متكاملة، وبالتالي إن نجاح هذا المشروع لا يُقاس بعدد المباني التي ستنجز، بل بقدرة الناس على الشعور بالانتماء من جديد، وبعودة الاستثمار إلى مدينة هجرتها رؤوس الأموال، وبتحوّل المناطق المنكوبة إلى مساحات تنبض بالحياة والخدمات والعمل.

Back to top