قلعة الحصن
قلعة الحصن
قلعة الحصن هي قلعة كاثوليكية تعود لفترة الحروب الصليبية، تقع ضمن سلاسل جبال الساحل في محافظة حمص في سوريا، وتبعد عن مدينة حمص 60 كم، ونظرًا للأهمية التاريخية والعمرانية للحصن فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو قلعة تاريخية هامة لاحتوائها على تراثٍ إنساني عظيم، وفي عام 2006 م سُجلت القلعة على لائحة التراث العالمي إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي
تعتبر هذه القلعة بكونها واحدة من أهم قلاع القرون الوسطى المحفوظة في العالم، الموقع سكنه أولاً الأكراد الذين جلبهم الإدريسيون في القرن الحادي عشر لحماية خطوط التجارة قبل التوصل إلى تسوية ؛ وكنتيجة لذلك فقد كانت تُعرف باسم حصن الأكراد، بمعنى “قلعة للأكراد”.
في 1142، أُعطيت القلعة لريموند الثاني كونت طرابلس الذي حوّلها إلى “فرسان المشفى” وسبب التسمية إقامة حامية من المتطوعين لأعمال الطبابة إبان الحقبة الصليبية داخل القلعة، وقد بقيت في حوزته حتى سقطت في 1271م وأصبحت تعرف باسم كراك دو اوسبيتال ؛ وقد صيغ الاسم إلى قلعة الحصن في القرن التاسع عشر.
الموقع:
تقع القلعة في بلدة الحصن في منطقة وادي النصارى بمحافظة حمص، إلى الجنوب من بلدة مشتى الحلو السياحية حيث تبعد عنها مسافة 30 كم. وتتوسط مدينتي حمص وطرطوس، وتعتبر القلعة من القلاع الأثرية الجميلة في الشرق الأوسط والعالم. ترقد تلة عالية بارتفاع 650 متر (2,130 قدم) شرق طرطوس، سوريا، في “فجوة حمص”.
أصل الاسم:
الاسم الحالي هو قلعة الحصن، ومعناه بالعربية “قلعة المعقل”، وهو مستمد من اسم أحد الأسماء السابقة للقلعة والتي كانت تسمى «حصن الأكراد» ، ومعناه “معقل الأكراد “الذين سكنوا القلعة سابقاً. وعند سيطرت الفرنجة على القلعة الكرك لفظت لي كرات . ربما الاسم الفرنجي يعود نظقا لكلمة الأكراد. بعدما أُعطيت القلعة لفرسان المشفى اطلقوا عليها اسم كراك دي شوفالييه أي قلعة الحصن (Crac des Chevaliers) ، في القرن 19 التاسع عشر .
التاريخ:
يُعتقد أن القلعة أُقيمت فوق أطلال قلعة أقدم منها كان اسمها «شبتون» أقامها الفراعنة عندما غزوا سوريا بقيادة رعمسيس الثاني في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. بالرغم من ان الآراميون سكنوا المنطقة منذ فترة طويلة إلا أنه ليس في هذا الحصن مايشير إلى وضع آرامي قديم ولكن ربما يعود في أساساته إلى العهود اليونانية وما بعد حيث يذكر بعض المؤرخون بأن اليونانيون بنوا معقلاً عسكرياً في المنطقة المتوسطة بين طرابلس وحمص وقد سماها اليونان بيرغاز (Pirgas)أي الحصن أو المعقل وتسرب هذا التعريف إلى العربية بكلمة “برج” لنفس المسمى. تعد قلعة الحصن نموذجاً كاملاً للقلاع العسكرية المحصنة اتخذت شكل مضلع غير منتظم طول قطره الكبير 200م والصغير 140م. تبلغ مساحتها 3 هكتار ، لم يستكمل بناء القلعة دفعة واحدة وإنما تم بناؤها على شكل مراحل مختلفة، فقد شيد المرداسيون الحصن عام 1031 من قبل شبل الدولة نصر بن صالح المرداسي فأقام فيها حصناً صغيراً كان هدفه حماية طريق القوافل التجارية القادمة من سواحل بلاد الشام إلى داخل بلاد الشام. وسكنوها الأكراد لحماية الطريق، ولذلك حملت اسم حصن الأكراد وأطلق عليها أيضاً حصن السفح أو الصفح والكرك ومن هذا الاسم اشتقت التسمية الصليبية للقلعة.
تعرضت القلعة لزلزال عام 1157م والذي دمر أيضاً العديد من المباني في بلاد الشام، كما أصابها زلزال شديد عام 1169 م، فلم يبقى فيها سور قائم مما دعا الصليبيون لتجديدها ثانية وترميم الأجزاء المنهارة منها
وفي عام 1201 م، أصاب القلعة زلزال ثالث مدمر أحدث فيها أضراراً واسعة وبعد هذا الزلزال بدأ الطور الثالث من إعمار القلعة نتجت عنه حلقة الدفاع الخارجية والجدار المنحدر الضخم في الجهة الجنوبية والمستودع خلف الواجهة الجنوبية.
أمر السلطان الظاهر بيبرس بتجديد ما تهدّم من القلعة ووضعها في الخدمة وجعلها مركزاً لنائب السلطنة فقام المماليك خلال هذه الفترة بإضافة أبراج ومنشآت وعلى الأخص في الواجهة الجنوبية التي تم تدعيمها بواسطة برج الملك الظاهر بيبرس كذلك أضاف السلطان سيف الدين قلاوون برج مستطيل ضخم بارز على الجهة الجنوبية للسور الخارجي ومؤرخ عام 1285م, كما أضافوا الحمامات وبعض الأجزاء الأخرى كالجهة الشرقية الشمالية، وقام حاكمها الجديد صارم الدين قايمار بأعمال إصلاح النطاق تحت الإشراف المستمر للسلطان الملك الظاهر بيبرس.
كانت القلعة ما تزال تستخدم حتى أواخر العصور الوسطى وفي الأزمنة الحديثة وكانت سليمة تقريباً في أوائل عام 1800 م. الشكل العام للقلعة بيضوي بحيث تنتد مع خندقها على مسافة 240 م من جهة الشمال إلى الجنوب و 170م من جهة الشرق إلى الغرب وتقدر مساحتها الإجمالية بثلاث هكتارات أي 30 ألف متر مربع وتتسع لعدة آلاف من المقاتلين.
البنية:
. تمتاز القلعة بلون حجارتها الكلسية التي كانت تجلب من مسافة / 4 كم / من بلدة مجاورة تدعى / عمار الحصن / وميزة الحجر الكلسي أنه طيع أثناء النحت وخفيف الوزن.
. تبلغ المساحة الإجمالية للقلعة حوالي / 30000 م2 / وترتفع القلعة عن سطح البحر حوالي / 750 م /
كتبت باللغة اللاتينية على أحد جدران القلعة حكمةً تقول:
«إذا مُنحت النعمة، ومُنِحت الحكمة وفوقها الجمال. لا تدع التعجرف يقترن بها لأنه يذهب بها جميعاًَ».
أقسام القلعة:
- قاعة الفرسان المتميزة بالفن القوطي.
- الكنيسة التي تم تحويلها في العهود الإسلامية إلى مسجد.
- المخازن التي تخزن فيها المؤونة للجنود ويوجد فرن دائري الشكل لصناعة الخبز.
- مهاجع نوم الجنود.
- المسرح وهو ذي شكل دائري.
- الأبراج العلوية وفيها برج قائد الفرسان وبرج قائد القلعة وهو البرج الوحيد المبني على شكل دائري.
- برج بنت الملك وهو الآن مستثمر كاستراحة ومطعم للسياح.
- قاعة الحرس المملوكي.
مهرجان القلعة:
يقام في رحاب القلعة مهرجان غنائي سنوي، فالقلعة حاليا هي مركز جذب سياحي عالمي وتقام فيها المهرجانات الغنائية والمسرحية على مسرح القلعة كما تم تصوير عدد من المسلسلات التاريخية في رحاب القلعة . وتزامنا مع مهرجان القلعة يتم فيها أيضا افتتاح سوق المهن والتقاليد الشعبية، وملتقى التشكيل.
حمص - الحصن -وادي النصارى